السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
يحكى في قديم الزمان كانت هناك قريه تدعى ([ القريه الحزينه]) في جنوب افريقيا حيث كان كل من رأى تلك القريه يحزن لبؤس الحياه بها وتلبدها بالشؤم والتطير
كنت اسمع عن تلك القريه منذ ان وعيت وفطنت امور هذه الدنيا وكنت اتمنى ان ازورها لمره لأكتشف لب حزنهم وحيره شأنهم
ولما بلغت مبلغ الصبا ودخلت بالعقد الثاني من العمر شمرت ساعد العزم إهمامآ بزياره تلك المدينه
سرت ايام تتبعها الليالي فوق رمال الصحراء الذهبيه آملآ ان اصل لنهايه مطاف حلم رافقني منذ الطفوله
وبعد مرور شهرين ونصف شارفت على الوصول وماأن وصلت إلا وأنا امشي وسط طرقها الوعره المفتقره للنظافه وحسن التنظيم فجلست وأتكأت على شجره يابسه وأخذت انظر الى منازلهم فأجدها مجموعه اكواخ صغيره وأسواقهم عليها حله حزينه واليأس ترسمه ملامح وجوههم السمراء
وبينما انا قاعد في مكاني إلا وأنا اشعر بجوع شديد
قطع حبل افكاري حيث اني لم أأخذ معي من الزاد غير القليل
وقد نفذ بالطريق حينها قمت من مقامي هذا وأتجهت إلى احد الأكواخ المتواجده هناك
وناديت هل من احد هنا!!
أريد زادآ يغني جوعي
فأنا غريب وليس معي دراهم كي اسد حاجتي بها
وإذا بأحدهم يقبل إلي وقال
ادخل فأنا رب هذا الكوخ !!
وبعد ان دخلت جلست ثم اقبل إلي ثلاثه اطفال وأمرءه
وسلمو علي فقال الرجل هؤلاء هم اولادي وهذه امهم
الأكبر وأسمه حزن
والأوسط وأسمه ألم
وآخر العنقود ابنتي دمعه
وزوجتي ام اطفالي تدعى حيره
وانا شيخ القبيله وأب هذه الأسره ويدعونني ببحر الهموم
ثم اشار إلى زوجته فأقبلت إلي بالطعام ولما فرغت من تناول الطعام شكرتهم
وقلت لهم اسألكم بمن تعبدون لمه سميتم انفسكم هكذا
وماسر هذا الحزن
الذي يطغى في اعينكم
وكيف تحتملوا هذا العذاب بل كيف!!!
فأمسك الشيخ بمعصمي ووضع يده الأخرى على فمي
وقال كفى كفى لو لم تكن غريبآ لرميناك فوق قضبان من نار
فقلت ويحك يارجل اوتحرقون من يريد ان يزرع البسمه بقلوب صغاركم
والأمل بداخل نسائكم
والحب بشرايينكم
أهكذا سنتكم ؟!
ثم خرجت اصيح وأصرخ تبآ لكم من قوم حمقى لاتعون حديثآ ولاتفقهون قولآ
دمرتم اطفالكم
وهدمتم حلم شبابكم
وقتلتم انوثه ورقه فتياتكم
وحرمتم كبيركم
اصدرتم قانونآ
يحرم مجالس الضحك وأبدلتهم اسمائكم بأسماء ابتدعتموها مالها من برهان
وحرمتم الكلام إلا لأمس حاجه لمه لاتكملون قانونكم المزعوم بتحريم النكاح حتى لاتنشأ اجيال بعدكم على العذاب والحزن؟!
وفجأه ارى الكل قد تجمع حولي
فوقف الشيخ بحرالهموم وقال
نحن قوم بائسون
إن عملنا بالصيد غرقنا
وإن قمنا بالفلاحه كان حصادنا هباء
وإن تاجرنا خسرنا
وإن خالطنا غيرنا احتقرنا
وإن ساعدنا اتهمنا
وإن اعطينا جحدنا
فقررنا ان نعيش معزولين واسمينا مدينتنا (المدينه الحزينه)
واصبح كلآ منا يعيش لنفسه فتفرق امرنا وتشتت أحلامنا
ونفذ صربنا
ولم يبقى سوى عجزنا
فقلت في وجهه تغلبوا على الضعف الذي داخلكم
وأزرعوا الأمل بدربكم وأسقوها بصبركم
لاتيأسو فمهما دب الظلام وحجب الأفق فلا بد من بزوغ الشمس
وإنجلاء السواد
وتذكروا ان بعد كل زله وهفوه تعليمه وخبره
حاولوا ان تختلقوا السعاده كي لاتعتاد انفسكم حياة الملل والركود
بعدها سكت ثم نظرت إلى وجوههم لكن لامن مجيب
فقلت تمنيت ان اقلبكم عن شاكلتكم المبتدعه
وانشر الفرح في صفوفكم لكن ربما اكون قد اخطأت في تقدير الأمور
وقياسها بالمعيار المناسب
ولربما فاق حلمي المستحيل
بأن انسيكم ماض تكبدتم فيه مراره القسوه وعناء السنين
ثم اخذت ادراجي وعدت إلى موطني بأوساط آسيا الصغرى
وبعد مرور 20
سنه هبت اهازيج الذكرى فاتحه سجل حياتي امام ناظري
فعادت بي الذكرى إلى تلك المدينه فقررت ان ازورها
لأنها منذ اعوام لم اعد اسمع احدآ يتداولها بالحديث ويسرد غرائبها
وبالفعل رحلت ولما وصلت وجدت شيخآ كهلآ وكأن به قد عمر اكثر من الف عام
جالسآ عند باب المدينه
فرفع رأسه إلي وقال أأنت الفتى الذي جائنا قبل عشرين عامآ
انت هو اليس كذالك!!
فقلت نعم لكن من انت؟
ابتسم العجوز وقال اولا تذكرني بني ام ان هذه الخطوط التي رسمها الزمن بوجهي قد بدلت من مظهري
فتذكرته للتو وقلت انت بحر الهموم عرفتك ! اعذرني فالدهر قد ابدل من ملامحك
فضحك العجوز وقال هل جئت من اجل ماجئت له مسبقآ؟
قلت نعم
فأطرق الشيخ برأسه برهة من الزمن ثم تدحرجت دمعه على وجهه المرسوم عليه آثار السنين الطويله
ثم قال: دفنا الأمل وعشنا بلاهدف فتدهورت حياتنا
وأنتشر بيننا مرض الأزهري
فلم يكن بيننا طبيبآ وضعف الأمل بالشفاء والاستسلام للمرض والخضوع له
كان عائقآ في ان نبحث عن طبيب وبمرور السنين انتشر هذا المرض القاتل وبقدره الأله كنت الوحيد من نجى
فهلكت المدينه ولم يعد بها سوى اطلال قديمه لعبت بها رياح الليل البارده
فبكيت لهول ماسمعت ثم قلت ولمه
تجلس هنا
فقال اين سأذهب والابواب قد اغلقت في وجهي
فأمسكت بيده وقلت مازال في الحياة خير
سآخذك معي وسأكون رفيقك وأخاك وإبنك وحفيدك بنفس الوقت
فأنطلقنا سويآ حتى وصلنا
إلى داري
فقال الشيخ بيت عامر! لكن اين سأضطجع فأنا شيخ كهل والنوم قد أهلك بدني
فجهزت له الفراش والغطاء وماأن وضع رأسه إلا وهو يتقلب فوق سحاب الأحلام
فلما اطمئننت عليه ذهبت أنا الآخر للنوم
ولما اصبح اليوم التالي استيقضت كالعاده على زقزقه العصافير المغرده بأعذب الألحان وكأن بها تقول هيا قم فالصبح قد اشرق
وبعد ان اسيقضت ذهبت غرفه ذاك الشيخ كي اصبح عليه ونتناول الأفطار سويآ
وبعد ان افطرنا امسكت بيده وقلت هيا معي
دهش الشيخ وقال اين ستأخذني بني
قلت اتبعني ولاتجادل وسوف تعلم إن تبعتني كم ان الحياة جميله بالأمل
ثم وضع يده فوق كتفي ثم ابتسم وقال هيا بنا
فمضيت امشي به وسط اسواق المدينه إلا أن وصلنا دكنآ صغيرآ كان يعمل به فتى لم يتجاوز الحادية عشر من العمر
فدخلت هناك والشيخ معي فسلمت على الغلام وجلست تعجب الشيخ وقال
اوتعرف هذا الفتى ؟
فقلت نعم هذا فتى يعمل عندي وهذا دكاني وعملي عطار وكل ماترى خلفك من قنينات وزيوت وأعشاب اسافر لأجلها مصر للحصول عليها
فالرزق لايأتي دون نضال وكفاح
سكت العجوز برهة من الزمن وقال صدقت يابني
ولو كنا قد فقهنا ذالك لما هلكت قريتنا ووصلنا إلى اليأس ومن بعده الرحيل
ولو كنا قد تداركنا الأوضاع لما طويت صحائفنا حامله كل معاني اليأس والأحباط
فنزلت دمعه ذاك الشيخ وقال
حقآ إنه لماضن مخزن
فقمت ومسحت بيدي دمعه ذاك الشيخ وقلت
مامضى لن يعود ويعلم الله اني ماأخذتك إلى هنا إلا لأنسيك الماضي وأفهمك الأمل والصبر
فعدني ان تنسى الماضي وتبدأ حياة يتغلغل بها روح الحماس وعدم النظر إلى الحياة من الزوايا الضيقه والمحصوره
فأبتسم الشيخ ثم نظر إلي وقهقه ضاحكآ
ثم قال بغلت من الكبر عتيآ ولم يبقى لي من العمر الكثير إن عشت اليوم فسأموت غدآ
اغاضني كلامه الذي يبعث للسخريه لكني لم ارد فديني ومنهجي يوصي بأحترام الكبير
فقال الشيخ اوغضبت يابني
فقلت نعم
فرد علي ولمه لأني قلت الحق!
فقلت اسمع ياشيخ وأعي ماسأقوله
كم من طفل مات قبل يرى النور وكم من فتى رحل قبل ان يبلغ مبلغ الشباب
وكم من شاب دفن قبل ان يتم زهرة عمره
وكم من صحيح نام وأصبح تحت الرمال
وكم من مريض عاش وعمر وصار له من العمر مديدآ
فا الأعمار بيد الله ولاأحد يعلم خزائن الغيب
كل ماعلينا بعد الأيمان بالله وبرسوله والأهتمام بالأخره ان نأخذ من زينه الدنيا ونسعى بها خيرآ
فرد العجوز أشكر رب البريه الذي جمعني بك مره أخرى لتنير دربي وتكن عون سدادي
فجزاك الله خير يابني
فلولاك بعد الله لما ذقت السعاده
ولما رأيت نور الأمل
فضحكت وأحسست بفرح وسرور لأني ادخلت الفرحه لقلب يائس
وبمرور الأيام تعلم الشيخ التجاره وفتح دكانة صغيره بجانب دكاني وكان يبيع فيها انواع وأصناف القماش والديباج والحرير
وعشنا بعد ذالك اعوام عديده ونحن سعداء تحت ضل الأمل
للأبد
شذى
انتضر ردودكم
يحكى في قديم الزمان كانت هناك قريه تدعى ([ القريه الحزينه]) في جنوب افريقيا حيث كان كل من رأى تلك القريه يحزن لبؤس الحياه بها وتلبدها بالشؤم والتطير
كنت اسمع عن تلك القريه منذ ان وعيت وفطنت امور هذه الدنيا وكنت اتمنى ان ازورها لمره لأكتشف لب حزنهم وحيره شأنهم
ولما بلغت مبلغ الصبا ودخلت بالعقد الثاني من العمر شمرت ساعد العزم إهمامآ بزياره تلك المدينه
سرت ايام تتبعها الليالي فوق رمال الصحراء الذهبيه آملآ ان اصل لنهايه مطاف حلم رافقني منذ الطفوله
وبعد مرور شهرين ونصف شارفت على الوصول وماأن وصلت إلا وأنا امشي وسط طرقها الوعره المفتقره للنظافه وحسن التنظيم فجلست وأتكأت على شجره يابسه وأخذت انظر الى منازلهم فأجدها مجموعه اكواخ صغيره وأسواقهم عليها حله حزينه واليأس ترسمه ملامح وجوههم السمراء
وبينما انا قاعد في مكاني إلا وأنا اشعر بجوع شديد
قطع حبل افكاري حيث اني لم أأخذ معي من الزاد غير القليل
وقد نفذ بالطريق حينها قمت من مقامي هذا وأتجهت إلى احد الأكواخ المتواجده هناك
وناديت هل من احد هنا!!
أريد زادآ يغني جوعي
فأنا غريب وليس معي دراهم كي اسد حاجتي بها
وإذا بأحدهم يقبل إلي وقال
ادخل فأنا رب هذا الكوخ !!
وبعد ان دخلت جلست ثم اقبل إلي ثلاثه اطفال وأمرءه
وسلمو علي فقال الرجل هؤلاء هم اولادي وهذه امهم
الأكبر وأسمه حزن
والأوسط وأسمه ألم
وآخر العنقود ابنتي دمعه
وزوجتي ام اطفالي تدعى حيره
وانا شيخ القبيله وأب هذه الأسره ويدعونني ببحر الهموم
ثم اشار إلى زوجته فأقبلت إلي بالطعام ولما فرغت من تناول الطعام شكرتهم
وقلت لهم اسألكم بمن تعبدون لمه سميتم انفسكم هكذا
وماسر هذا الحزن
الذي يطغى في اعينكم
وكيف تحتملوا هذا العذاب بل كيف!!!
فأمسك الشيخ بمعصمي ووضع يده الأخرى على فمي
وقال كفى كفى لو لم تكن غريبآ لرميناك فوق قضبان من نار
فقلت ويحك يارجل اوتحرقون من يريد ان يزرع البسمه بقلوب صغاركم
والأمل بداخل نسائكم
والحب بشرايينكم
أهكذا سنتكم ؟!
ثم خرجت اصيح وأصرخ تبآ لكم من قوم حمقى لاتعون حديثآ ولاتفقهون قولآ
دمرتم اطفالكم
وهدمتم حلم شبابكم
وقتلتم انوثه ورقه فتياتكم
وحرمتم كبيركم
اصدرتم قانونآ
يحرم مجالس الضحك وأبدلتهم اسمائكم بأسماء ابتدعتموها مالها من برهان
وحرمتم الكلام إلا لأمس حاجه لمه لاتكملون قانونكم المزعوم بتحريم النكاح حتى لاتنشأ اجيال بعدكم على العذاب والحزن؟!
وفجأه ارى الكل قد تجمع حولي
فوقف الشيخ بحرالهموم وقال
نحن قوم بائسون
إن عملنا بالصيد غرقنا
وإن قمنا بالفلاحه كان حصادنا هباء
وإن تاجرنا خسرنا
وإن خالطنا غيرنا احتقرنا
وإن ساعدنا اتهمنا
وإن اعطينا جحدنا
فقررنا ان نعيش معزولين واسمينا مدينتنا (المدينه الحزينه)
واصبح كلآ منا يعيش لنفسه فتفرق امرنا وتشتت أحلامنا
ونفذ صربنا
ولم يبقى سوى عجزنا
فقلت في وجهه تغلبوا على الضعف الذي داخلكم
وأزرعوا الأمل بدربكم وأسقوها بصبركم
لاتيأسو فمهما دب الظلام وحجب الأفق فلا بد من بزوغ الشمس
وإنجلاء السواد
وتذكروا ان بعد كل زله وهفوه تعليمه وخبره
حاولوا ان تختلقوا السعاده كي لاتعتاد انفسكم حياة الملل والركود
بعدها سكت ثم نظرت إلى وجوههم لكن لامن مجيب
فقلت تمنيت ان اقلبكم عن شاكلتكم المبتدعه
وانشر الفرح في صفوفكم لكن ربما اكون قد اخطأت في تقدير الأمور
وقياسها بالمعيار المناسب
ولربما فاق حلمي المستحيل
بأن انسيكم ماض تكبدتم فيه مراره القسوه وعناء السنين
ثم اخذت ادراجي وعدت إلى موطني بأوساط آسيا الصغرى
وبعد مرور 20
سنه هبت اهازيج الذكرى فاتحه سجل حياتي امام ناظري
فعادت بي الذكرى إلى تلك المدينه فقررت ان ازورها
لأنها منذ اعوام لم اعد اسمع احدآ يتداولها بالحديث ويسرد غرائبها
وبالفعل رحلت ولما وصلت وجدت شيخآ كهلآ وكأن به قد عمر اكثر من الف عام
جالسآ عند باب المدينه
فرفع رأسه إلي وقال أأنت الفتى الذي جائنا قبل عشرين عامآ
انت هو اليس كذالك!!
فقلت نعم لكن من انت؟
ابتسم العجوز وقال اولا تذكرني بني ام ان هذه الخطوط التي رسمها الزمن بوجهي قد بدلت من مظهري
فتذكرته للتو وقلت انت بحر الهموم عرفتك ! اعذرني فالدهر قد ابدل من ملامحك
فضحك العجوز وقال هل جئت من اجل ماجئت له مسبقآ؟
قلت نعم
فأطرق الشيخ برأسه برهة من الزمن ثم تدحرجت دمعه على وجهه المرسوم عليه آثار السنين الطويله
ثم قال: دفنا الأمل وعشنا بلاهدف فتدهورت حياتنا
وأنتشر بيننا مرض الأزهري
فلم يكن بيننا طبيبآ وضعف الأمل بالشفاء والاستسلام للمرض والخضوع له
كان عائقآ في ان نبحث عن طبيب وبمرور السنين انتشر هذا المرض القاتل وبقدره الأله كنت الوحيد من نجى
فهلكت المدينه ولم يعد بها سوى اطلال قديمه لعبت بها رياح الليل البارده
فبكيت لهول ماسمعت ثم قلت ولمه
تجلس هنا
فقال اين سأذهب والابواب قد اغلقت في وجهي
فأمسكت بيده وقلت مازال في الحياة خير
سآخذك معي وسأكون رفيقك وأخاك وإبنك وحفيدك بنفس الوقت
فأنطلقنا سويآ حتى وصلنا
إلى داري
فقال الشيخ بيت عامر! لكن اين سأضطجع فأنا شيخ كهل والنوم قد أهلك بدني
فجهزت له الفراش والغطاء وماأن وضع رأسه إلا وهو يتقلب فوق سحاب الأحلام
فلما اطمئننت عليه ذهبت أنا الآخر للنوم
ولما اصبح اليوم التالي استيقضت كالعاده على زقزقه العصافير المغرده بأعذب الألحان وكأن بها تقول هيا قم فالصبح قد اشرق
وبعد ان اسيقضت ذهبت غرفه ذاك الشيخ كي اصبح عليه ونتناول الأفطار سويآ
وبعد ان افطرنا امسكت بيده وقلت هيا معي
دهش الشيخ وقال اين ستأخذني بني
قلت اتبعني ولاتجادل وسوف تعلم إن تبعتني كم ان الحياة جميله بالأمل
ثم وضع يده فوق كتفي ثم ابتسم وقال هيا بنا
فمضيت امشي به وسط اسواق المدينه إلا أن وصلنا دكنآ صغيرآ كان يعمل به فتى لم يتجاوز الحادية عشر من العمر
فدخلت هناك والشيخ معي فسلمت على الغلام وجلست تعجب الشيخ وقال
اوتعرف هذا الفتى ؟
فقلت نعم هذا فتى يعمل عندي وهذا دكاني وعملي عطار وكل ماترى خلفك من قنينات وزيوت وأعشاب اسافر لأجلها مصر للحصول عليها
فالرزق لايأتي دون نضال وكفاح
سكت العجوز برهة من الزمن وقال صدقت يابني
ولو كنا قد فقهنا ذالك لما هلكت قريتنا ووصلنا إلى اليأس ومن بعده الرحيل
ولو كنا قد تداركنا الأوضاع لما طويت صحائفنا حامله كل معاني اليأس والأحباط
فنزلت دمعه ذاك الشيخ وقال
حقآ إنه لماضن مخزن
فقمت ومسحت بيدي دمعه ذاك الشيخ وقلت
مامضى لن يعود ويعلم الله اني ماأخذتك إلى هنا إلا لأنسيك الماضي وأفهمك الأمل والصبر
فعدني ان تنسى الماضي وتبدأ حياة يتغلغل بها روح الحماس وعدم النظر إلى الحياة من الزوايا الضيقه والمحصوره
فأبتسم الشيخ ثم نظر إلي وقهقه ضاحكآ
ثم قال بغلت من الكبر عتيآ ولم يبقى لي من العمر الكثير إن عشت اليوم فسأموت غدآ
اغاضني كلامه الذي يبعث للسخريه لكني لم ارد فديني ومنهجي يوصي بأحترام الكبير
فقال الشيخ اوغضبت يابني
فقلت نعم
فرد علي ولمه لأني قلت الحق!
فقلت اسمع ياشيخ وأعي ماسأقوله
كم من طفل مات قبل يرى النور وكم من فتى رحل قبل ان يبلغ مبلغ الشباب
وكم من شاب دفن قبل ان يتم زهرة عمره
وكم من صحيح نام وأصبح تحت الرمال
وكم من مريض عاش وعمر وصار له من العمر مديدآ
فا الأعمار بيد الله ولاأحد يعلم خزائن الغيب
كل ماعلينا بعد الأيمان بالله وبرسوله والأهتمام بالأخره ان نأخذ من زينه الدنيا ونسعى بها خيرآ
فرد العجوز أشكر رب البريه الذي جمعني بك مره أخرى لتنير دربي وتكن عون سدادي
فجزاك الله خير يابني
فلولاك بعد الله لما ذقت السعاده
ولما رأيت نور الأمل
فضحكت وأحسست بفرح وسرور لأني ادخلت الفرحه لقلب يائس
وبمرور الأيام تعلم الشيخ التجاره وفتح دكانة صغيره بجانب دكاني وكان يبيع فيها انواع وأصناف القماش والديباج والحرير
وعشنا بعد ذالك اعوام عديده ونحن سعداء تحت ضل الأمل
للأبد
شذى
انتضر ردودكم